يحكى انه كان هنالك تاجر يعيش في بغداد، وكان كثير المال من تجارة ورثها عن ابيه. كان يعلم فنون التجارة وانماء المال خبيرا نزيها ولكن دوام الحال من المحال. كان التاجر الميسور يعاني مشكلة عويصة نغصت عليه عيشه وآذت تجارته وماله الا وهي الغضب.
كان سريع الغضب عصبيا لا يسمح لاحد بجداله او اعتراضه مما تسبب في فقدانه لزبائن دكانه وعزوفهم عن تجارته... ولما رأى سوء حاله ذهب الى مسجد الحي يشكي حاله الى امام المسجد....
تفكر الامام قليلا وهو يستمع لمشكلة صاحبنا التاجر، حك ذقنه وهرش رأسه ثم قال:
- سأدلك على حل مشكلتك ولكن بشرط.
قال التاجر وقد اتسعت عيناه:
- اسأل تجب واطلب تعط
قال الامام:
- نفذ ولا تعترض. نفذ كل ما سأطلب منك بالحرف ولاقيني هنا في المسجد بعد انتهاء المطلوب.
وأسر الامام الى التاجر بالمطلوب وهو يبتسم والتاجر ينظر اليه باستغراب شديد...
في اليوم التالي ابكر التاجر الى السوق وبحث عن فتى معروف في السوق يعمل اجيرا حيث يطلب منه مقابل المال. وجده جالسا في اول السوق فطلب منه العمل لديه ووافق الفتى مسرورا وسأل التاجر عن طبيعة العمل ظنا منه انه في افراغ حمولة او نقل بضاعة كعادة التجار.
لكن التاجر طلب شيئا مختلفا... قال للفتى:
- سأعطيك مالا وفيرا واجزل لك العطاء على ان تنتظر الناس حتى يخرجوا من صلاة الظهر ثم تسبني بأعلى صوتك امامهم.
حملق الفتى في الرجل وكأنه ينظر الى مجنون لكن التاجر اسرع يمد يده في جيبه واخرج بضع قطع نقدية ودسها في يد الفتى وقال:
- هذا مقدم اتعابك ولك ضعفها ان صنعت ما اطلب منك. ربما سأضربك اذا غضبت ولكن لا تخف سأعوضك عن الضرب بمبلغ آخر..
وافق الفتى ففي هذا العمل اضعاف ما كان يتقاضى عن عمله.
وقد كان. انتظر الفتى خروج الناس من مسجد السوق بعد الصلاة وبحث عن التاجر حتى رآه وسط الناس فأخذ يسبه ويشتمه حتى افظع فيه. فما كان من التاجر الا ان اوسعه ضربا امام الناس. وطبعا اضطر التاجر لدفع مبلغ مضاعف للفتى ثمن ما فعل به.
وفي العشاء ذهب التاجر للامام فقص عليه ما كان وبدا عليه الغضب لما فعل به الفتى امام الناس... تفكر الامام ثم طلب من التاجر ان يكرر فعلته في اليوم التالي وان يجزل العطاء للفتى... وافق التاجر على مضض وهو غير مقتنع بما يفعل.
وتكرر سب الفتى للتاجر امام الناس بأفظع الشتائم وتكرر ضرب التاجر للفتى... وفي المساء طلب اليه الامام تكرار الفعلة مرة ثالثة...
وفعل التاجر مثلما طلب اليه وكان الفتى في كل مرة يزيد المبلغ المطلوب اضعافا لقاء خدماته للتاجر... وفي المرة الثالثة خرج التاجر من المسجد وهو يعلم ان الفتى قد اخذ على فعلته وتعود على سبه وقذفه امام الناس، وكان يسمع الناس يلومونه هو على ضربه للفتى اكثر مما يلام الفتى... اضافة الى النقود الكثيرة التي اخذها الفتى لقاء هذه الحماقة...
تفكر التاجر مليا ثم عزم على ضبط نفسه امام الناس. وجاء الفتى وبدأ يسبه ويعلو صوته لكن التاجر ثبت في مكانه.. اخذ الفتى يشتمه ويحاول استفزازه لكن التاجر لم يتحرك بل ابتسم في خبث وحدث نفسه بأني لو صبرت سيمل الفتى ويدعني وشأني ولن ادفع له بعد اليوم... وفشلت محاولات الفتى ولم يستطع استفزاز التاجر.
وفي المساء ذهب التاجر الى الامام وحدثه بما كان... ابتسم الامام وسأل التاجر: هل انت راض عن نفسك الآن؟
ابتسم التاجر بحماسة وقال: راض تماما فلن اغضب بعد اليوم.
الى صاحبة اللغز اذا كنت وصلت الى هنا فاليك المفتاح الجديد:
"كم مرة في اليوم يمر عقرب الدقائق فوق عقرب الساعات؟"
في انتظار الجواب...
0 comments:
إرسال تعليق