السبت، 22 سبتمبر 2012

الفيلسوف كانت وديك جاره!

كان الفيلسوف الالماني (كانت)  كثير الإنزعاج من صوت ديك جاره
و كان الديك يصيح و يقطع على هذا الفيلسوف أفكاره فلما ضاق به بعث خادمه ليشتريه

و يذبحه و يطعمه من لحمه و دعا إلى ذلك صديقا له و قعدا ينتظران الغداء و يحدثه
عن هذا الديك و ما كان يلقى منه من إزعاج و ما وجد بعده من لذة و راحة

حتى أصبح يفكر في أمان و يشتغل في هدوء فلم يقلقه صوته و لم يزعجه صياحه.
و دخل الخادم بالطعام و قال معتذرا:

إن الجار أبى أن يبيع ديكه فاشتريت غيره من السوق
فانتبه (كانت) فإذا الديك لا يزال يصيح!!

و يعلق فضيلة الشيخ الطنطاوي على هذه القصة قائلا : فكرت في هذا الفيلسوف
فرأيته قد شقي بهذا الديك لأنه كان يصيح و سعد به و هو لا يزال يصيح .
- ما تبدل الواقع .. ما تبدل إلا نفسه -
فنفسه هي التي أشقته و نفسه هي التي أسعدته
وقلت :ما دامت السعادة في أيدينا فلماذا نطلبها من غيرنا؟
و ما دامت قريبة منا فلماذا نبعدها عنا؟
إننا نريد أن نذبح الديك لنستريح من صوته
و لو ذبحناه لوجدنا في مكانه مئة ديك لأن الأرض مليئة بالديكة
- فلماذا لا نرفع الديكة من رؤوسنا إذا لم يمكن أن نرفعها من الأرض؟
- لماذا لا نسد آذاننا عنها إذا لم نقدر أن نسد أفواهها عنا؟
- لماذا لا نصرف حسنا عن كل مكروه؟
- لماذا لا نقوي نفوسنا حتى نتخذ منها سورا دون الآلام؟
كل يبكي ماضيه و يحن إليه فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصبح ماضيا؟!

0 comments:

إرسال تعليق